سفاح الأزقة

حين يتحوّل الزقاق الضيّق إلى فخّ لا مفر منه

ليست كل الجرائم تُرتكب في وضح النهار، وبعض الوحوش لا تحتاج إلى غابة لتُخيفك… يكفي أن تسير وحدك في شارع قديم، صامت، حتى تُدرك أن هناك من يراقبك منذ البداية. “سفاح الأزقة” ليست رواية رعب عادية، بل غوص في دهاليز النفس البشرية حين تنقلب إلى سكين.

خلف كل جريمة… رواسبُ لا يراها أحد

رواية “سفاح الأزقة” للكاتب عثمان عابد تنتمي إلى أدب الرعب النفسي، وتدور في أجواء خانقة من الغموض والترقّب. ينسج الكاتب سردًا مشوّقًا حول سفّاح يتربّص بضحاياه في أزقة المدينة القديمة، حيث لا قانون يحكم سوى الخوف. ومع كل جريمة، تتكشف تفاصيل الماضي، وتتكشف معها طبيعة السفّاح الذي لم يكن مجرّد قاتل… بل أثرٌ لزمن مشوّه.

“أشدّ القتلة دهاءً… هو من يجعل ضحيته تمشي نحوه بإرادتها”

الرعب الحقيقي لا يحتاج صراخًا… بل خطوة واحدة في الاتجاه الخطأ

“سفاح الأزقة” ليست فقط حكاية قاتل متسلسل، بل رحلة داخل عقل غارق في الاضطراب، ومدينة تواطأت صمتًا مع جرائمه. بأسلوب مشدود، وأحداث لا تترك لك مجالًا لالتقاط أنفاسك، تقدّم الرواية تجربة تقف على حافة الرعب والواقع… حيث لا تعرف إن كنت تلاحق السفّاح، أم هو من ينتظر عند المنعطف القادم. رواية تكتب الرعب بلغة هادئة… لكنها تترك صداها في أعماقك.