مدينة من بخار

مدينة الحكايات المتلاشية
تدور أحداث رواية “مدينة من بخار” في عالم أدبي غارق في الغموض والحنين، حيث ينسج كارلوس زافون مجموعة من القصص المتشابكة التي تكشف طبقات خفية من مدينة برشلونة. تتبع الرواية مصائر كتّاب ومكتبات وأماكن منسية، وكل قصة تكشف عن رابط غير مرئي مع الأخرى، وكأنها نُسجت جميعًا في ظل مدينة تنفث البخار وتبتلع الذكريات.

بين الظلال والمكتبات
تغوص الرواية في تفاصيل الشخصيات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالكتب، حيث يعيشون بين رفوفها ويذوبون في صفحاتها، حتى ليبدو أن الحبر يجري في عروقهم. تظهر عوالم سريالية تتقاطع فيها الحقيقة بالخيال، وينهض الموتى من بين صفحات الكتب ليقصّوا حكاياتهم المنسية.

الزمن كخدعة روائية
يلعب الزمن دورًا خادعًا في الرواية، حيث تتداخل الحقب والذكريات بلا ترتيب زمني صارم، وكأن القارئ يمشي في نفق من الدخان لا يعرف بدايته من نهايته. هذا التلاعب بالزمن يعكس طبيعة المدينة ذاتها، التي تبدو وكأنها تعيد اختراع نفسها في كل قصة، وفي كل حكاية.

“الكتب لا تغيّر العالم، من يغيّر العالم هم الذين يقرؤونها”
بهذا الاقتباس الحقيقي من الرواية، يؤكد زافون على القوة الكامنة في القراءة، وعلى الدور الخفي الذي تلعبه الكتب في تشكيل مصائر الأفراد. الرواية تكرّم كل عاشق للكتب، وتخاطب كل من شعر أن حياته تغيّرت بفعل كلمة قرأها في وقتٍ ما.