نظام التفاهة

حين يصبح السخف قاعدة تُدار بها المجتمعات
هناك لحظة صامتة يعيشها كثيرون حين يشعرون أن العالم من حولهم لم يعد جادًا. لا أحد يطلب الجودة، لا أحد يكترث للكفاءة، والمناصب تُمنح لا بناءً على الكفاءة بل بناءً على القدرة على الانسجام مع الرداءة. يُكافأ من لا يهزّ القارب، ويُقصى من يجرؤ على قول الحقيقة. هذه ليست مبالغة، بل وصف دقيق لواقع يُدار بأنظمة تدفع الأكثر جدارة خارج اللعبة، وتمنح القيادة لأصحاب العلاقات الفارغة والابتسامات الزائفة.

نظرة حادة إلى الجذور… لا إلى القشور
نظام التفاهة ليس كتابًا عابرًا، بل صفعة فكرية تُجبرك على رؤية الواقع كما هو. يتناول كيف أصبحنا نعيش في عالم تُستبعد فيه المعايير الجادة، وتُستبدل بها قواعد بلا معنى تروّج للتفاهة كمؤهل للنجاح. لا يكتفي آلان دونو بوصف المشكلة، بل يشرح بنية هذا النظام: من التعليم إلى الإعلام إلى الاقتصاد، حيث كل شيء يُصمّم ليُنتج أفرادًا مطيعين، لا مفكرين مستقلين.

لمن سئم المجاملات المؤسسية والبهرجة الزائفة
هذا الكتاب ليس لكل القرّاء. هو موجّه لمن بدأت الأسئلة تؤرقهم: لماذا نشعر أن الأغبياء يتقدمون؟ لماذا تُقابل النزاهة بالاستهجان؟ لماذا يتحول العمل الفكري إلى مادة للسخرية؟ هو لكل من لم يعد قادرًا على التماهي مع السطحية المفروضة علينا من كل اتجاه.

“أصبحنا نعيش في عالم يَعتبر المثقف مشوشًا، والجاهل واقعيًا، والانتهازي ذكيًا.”

التفاهة ليست مجرد عَرَض… إنها نظام كامل له حماة ومصالح
ما يميّز هذا الكتاب أنه لا يكتفي بالتحليل بل يُشعل فيك شيئًا خامدًا: شعورًا بالرفض، بالرغبة في المقاومة، بالتمرد على النفاق المغلّف. سيجعلك تعيد التفكير في طريقة تعاملك مع محيطك، في اختياراتك، وحتى في صمتك. لأنك بعد قراءته، لن تنظر للواقع بنفس البراءة القديمة، بل بعين فاحصة تعرف تمامًا ما الذي يحدث، ولماذا يجب أن لا تسكت.