العرجاء

لم تكن عرجاء الجسد… بل سليمة الخطى في طريق لا يسلكه أحد

هي ليست بطلة كما نعرف الأبطال، ولا تسير على الأرض كما يسير الناس، لكنها تعرف وجهتها تمامًا. “العرجاء” تسير بثباتٍ لا يراه إلا من تجرّع الألم وعرف كيف يحوّله إلى نار لا تنطفئ. في عالمٍ لا يرحم المختلفين، تأتي حكايتها لتُعيد تعريف القوة، لا على أنها غلبة… بل صبرٌ طويل، ونظرٌ لا يخاف ما خلف الظلمة.

حين تصبح الإعاقة قناعًا… والخطوة الواحدة ثورة

رواية “العرجاء” للكاتب أسامة المسلم تنطلق من الهامش، لتضع بطلتها في صلب ملحمة فانتازية شديدة الخصوصية. بأسلوبه السردي المعتاد، المشبع بالتشويق والإيحاء، يروي المسلم قصة فتاة لا تُشبه غيرها، تعيش في عالمٍ مسكون بالأساطير، حيث يصبح النقصُ ميزة، والخوفُ بداية حكاية. الرواية تنسج عالماً غريباً، مأهولاً بالشياطين والظلال والأسرار القديمة، وتضع البطلة في مواجهة مصيرٍ لا يرحم.

“من يتعثرون كثيرًا… هم من يتقنون التوازن حين تحين اللحظة”

بطلة لا تُرضي الخيال… بل تتجاوزه

“العرجاء” ليست رواية عن الألم الجسدي، بل عن من يُولدون وسط الأحكام، فيُعيدون كتابة شروط اللعبة. رواية تخاطب من يشعرون أن العالم ليس مصممًا لهم، وتمنحهم قصة تقول إن الاختلاف ليس عيبًا… بل بداية قوة لا تُقهر. بأسلوب ساحر، وعوالم غامضة، وشخصيات ترسخ في الذاكرة، تُقدّم الرواية تجربة فريدة من نوعها، تُقرأ لا للهرب من الواقع، بل لفهمه من زاوية لم يجرؤ عليها كثيرون.